مارس المستوطنين جملة من الاعتداءات خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولعب المستوطنون دورا مساندا في عملية الإبادة التي تجري في الضفة الغربية بالتوازي مع الحرب التي تشن على قطاع غزة، وتمثلت أبرز اعتداءات المستوطنين:
- الاعتداء على المنازل، مثل إطلاق النار، أو الهدم، أو الترحيل.
- الاعتداء على الفلسطينيين في منازلهم وحقولهم، وإطلاق النار عليهم وقتلهم.
- الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، مثل مهاجمة سيارات الإسعاف.
أما بخصوص أكثر المحافظات التي تعرضت لهجمات المستوطنين فهي (الخليل، ونابلس)، ويبين الجدول التالي عدد الاعتداءات على المحافظات في الضفة الغربية.[1]

- يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر، أطلق المستوطنون الرصاص على منازل الفلسطينيين في قرية جلبون، شرقي جنين.[2]
- يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر، هدم المستوطنون أجزاء من منزل في بلدة قصرة، جنوبي نابلس.[3]
- اعتدت مجموعة من الجنود والمستوطنين على 3 فلسطينيين من التجمع البدوي "وادي السيك" شرقي رام الله، بالضرب طوال يوم كامل، وتضمن هذا الاعتداء إطفاء سجائر مشتعلة على الجسد، وضرباً وتنكيلاً، بالإضافة إلى تحرّش جنسي. هذا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر. وبالإضافة إلى الاعتداء على الفلسطينيين، اعتقل الجنود والمستوطنون متضامنين إسرائيليين أيضاً، بينهم قاصر، وهددوهم بالقتل، واعتقلوهم بضع ساعات متتالية، أما الفلسطينيون، فتم الإفراج عنهم بعد مضيّ يوم كامل تقريباً، وجرى تحويلهم إلى المستشفيات في رام الله. وبحسب الصحيفة، فإن الكتيبة العسكرية التي قامت بهذا العمل برفقة المستوطنين هي كتيبة "كتاب الصحراء"، التي تجند المستوطنين من "شبيبة التلال" الذين يستوطنون تلال الضفة الغربية.[4]
- وبحسب ما ورد في التقرير، فإن الجنود كانوا ملثمين، وأيضاً كان المستوطنون يلبسون لباساً عسكرياً، ولم يكن واضحاً قط مَن هو الجندي، ومَن هو المستوطن، من بين المعتدين، ذلك بأن الجيش الإسرائيلي جنّد كثيرين من المستوطنين في صفوفه، في إطار تجنيد "الاحتياط" وتوزيع الوحدات العسكرية على الجبهات المختلفة. وفي هذا الإطار، من المهم الإِشارة إلى أن تجمّع "وادي السيك" يعاني منذ أشهر جرّاء الهجمات المتتالية للمستوطنين، والتي تهدف إلى تفريغه من السكان وطردهم من أجل السيطرة على المناطق (ج) وتفريغها من السكان الفلسطينيين.
- يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر، قام المستوطنون بهدم أجزاء من منزل في بلدة قصرة، قضاء مدينة نابلس. وأفاد الناشط في مقاومة الاستيطان فؤاد حسن، بأن المستوطنين من مستوطنة "إيش كودش" المقامة على أراضي البلدة، هدموا أجزاء من منزل تعود ملكيته لفلسطيني من داخل أراضي الـ 48 في البلدة. وكان هذا الهجوم افتتاحية لهجمات متتالية من المستوطنين على البلدة التي يحاولون تهجير سكانها لتوسيع المستوطنة، مستغلين الحرب وتركيز العالم على قطاع غزة والحرب.[5]
- يوم الأربعاء الموافق 11 تشرين الأول/ أكتوبر، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 8 آخرون، بعد أن هاجم المستوطنون بلدة قصرة، جنوب شرقي مدينة نابلس، ومن بين المصابين طفلة تبلغ من العمر 6 أعوام، أصيبت برصاصة في الجزء العلوي من جسدها. وفي ساعات المساء من اليوم ذاته، استشهد طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، برصاصة في الرأس. وفي المجمل، استشهد في الضفة الغربية في اليوم نفسه 5 أشخاص، بينهم 3 أطفال، بسبب هجمات المستوطنين المحميين من الجيش الذي كان يستهدف مَن يحاول الدفاع عن نفسه جرّاء هجمات المستوطنين. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن قواته سمعت إطلاق النار، وعندما وصلت إلى المكان رأت أشخاصاً يخرجون في مركبات رباعية الدفع وملثمين، لينتشر بعدها فيديو يُظهر المستوطنين، وهم يخرجون من البلدة. [6]
- يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر، هاجم المستوطنون سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الشهداء في بلدة قصرة لتشييع جثمانهم، وهو ما أدى إلى استشهاد أب وابنه، بعد أن أطلق المستوطنون النار على موكب الجنازة، فارتفع عدد الشهداء في قصرة وحدها خلال يومي 11 و 12 تشرين الأول/أكتوبر إلى 6 بسبب اعتداءات المستوطنين، فضلاً عن عشرات المصابين بالرصاص. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المستوطنين علموا بأن سيارات الإسعاف ستنقل الشهداء من مستشفى سلفيت إلى قصرة، بعدها، قاموا بتنظيم حملات لمنع سيارات الإسعاف من الوصول، والتي شارك فيها رئيس مجلس مستوطنات "هشومرون- نابلس" يوسي دغان.[7]
- يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر، جرف المستوطنون وهدموا غرفتين سكنيتين وحظيرتين للمواشي وبئر ماء في مسافر يطا، جنوبي الخليل، وحطموا خلايا شمسية، واقتلعوا أشجاراً، وهدموا جدراناً استنادية، ودمروا كهفاً، وجرفوا شبكة المياه. كما هاجم المستوطنون أهالي بُرقة خلال قطاف الزيتون، وسرقوا هواتف عائلة تقطف الزيتون. وفي قرية تقوع، جنوب شرقي بيت لحم، هدم المستوطنون غرفة زراعية، وشقوا طريقاً استيطانية في البرية. كما اقتحم مستوطنون خربة الفارسية في الأغوار الشمالية، وقاموا بحراثة أرض أحد الأهالي، واعتدوا على آخرين بالحجارة. وفي مسافر يطا، جنوبي الخليل، هاجم المستوطنون رعاة الأغنام الفلسطينيين، كما هاجموا أيضاً منازل أهالي قرية أم الخير، وأطلقوا الرصاص على مركبتين.[8]
- يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر، بلّغت قوات الاحتلال "شفوياً" أهالي التجمعات البدوية الواقعة شرقي مدينة القدس، بمنع التحرك، أو التجول بعد الساعة الخامسة مساءً بشكل يومي، في مسعى لإجبارهم على الهجرة وترك المنطقة.[9]
- يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر، أشار تقرير صادر عن مؤسسة "بتسيلم- المركز الإسرائيلي للدفاع عن حقوق الإنسان"، إلى أن المستوطنين يقومون بعملية "تهويد" واسعة لمناطق (ج) في الضفة الغربية، وذلك بغطاء الحرب على غزة، والتركيز على ما يجري هناك. وبحسب التقرير، فإن اعتداءات المستوطنين ازدادت بشكل كبير جداً، وكانت بحماية الجنود وأفراد الشرطة، حتى إن الجنود والشرطة شاركوا في الاعتداء في بعض الحالات، وهو ما أدى إلى تهجير 8 تجمعات فلسطينية كاملة، تعيش فيها 87 عائلة، بلغ عدد أفرادها 472 نسمة، بينهم 136 قاصراً دون سن الـ18. هذا بالإضافة إلى 6 تجمعات أُخرى هُجّرت جزئياً، ونزحت منها 11 عائلة، بلغ عدد أفرادها 80 نسمة، بينهم 37 قاصراً. وفي المجمل، تم تهجير 98 عائلة، عدد أفرادها 552 فرداً، بينهم 173 قاصراً.[10]
- يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر، توعد المستوطنون في الضفة الغربية الفلسطينيين بنكبة جديدة- وهددوهم بعملية تهجير واسعة إلى الأردن، على غرار ما جرى في سنة 1948. هذا ما جاء في منشور وزّعه المستوطنون على الفلسطينيين في بلدة "دير استيا"، شمال غربي محافظة سلفيت. وجاء في المنشور ما يلي "لديكم آخر فرصة للهروب إلى الأردن بشكل منتظم، وبعدها سنُجهز على كل عدو، ونطردكم بقوة من أرضنا المقدسة التي كتبها الله لنا".[11]
يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر، أطلق مستوطن النار على الفلسطيني بلال صلاح، البالغ من العمر 40 عاماً، خلال قطف الزيتون في بلدة الساوية، جنوبي مدينة نابلس، الأمر الذي أدى إلى استشهاده. وتبين أن المستوطن جندي في جيش الاحتلال كان في إجازة من الخدمة العسكرية. ومن المهم الإشارة إلى أنه، وبحسب الجيش نفسه، كان بلال موجوداً في منطقة لا تحتاج إلى أي تنسيق مسبق مع قوات الاحتلال، أو غيرها.[12]
المصادر