تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
الاقتحامات الإسرائيلية للضفة الغربية بعد 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023

تعاني الضفة الغربية من اقتحامات متكررة منذ سنوات طويلة، فقبل 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023 هناك اقتحامات متكررة للتجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية وتشمل المدن والقرى والبلدات والمخيمات والتجمعات البدوية، أي أن الاقتحامات هي جزء من البنية الاستعمارية الإسرائيلية التي تعمل على ضبط الأوضاع في الضفة الغربية والسيطرة على الشعب الفلسطيني، وتطبيق أسس الرقابة والمعاقبة.

بلغ عدد الاقتحامات الإسرائيلية للضفة الغربية وتجمعاتها السكنية المختلفة من مدن وبلدات وقرى ومخيمات وتجمعات بدوية ما يقارب 13212 عملية اقتحام في الفترة من تشرين أول/ أكتوبر 2023 وحتى أيلول/ سبتمبر 2024؛ أي بمعدل 1100 عملية اقتحام في الشهر الواحد. 

 

يتضح من الرسم البياني السابق تصاعد حجم الاقتحامات الشهري للضفة الغربية، وكان ذروتها في شهر كانون أول/ ديسمبر 2023، وتأتي هذه الاقتحامات لتحقق عدد من الأهداف، منها: اعتقالات فلسطينيين، الحصول على تسجيلات الكاميرات، تدمير البنية التحتية، تفكيك المجموعات السياسية الفلسطينية، خلق الرعب والذعر لدى الفلسطينيين، إحكام القبضة الحديدية على الفلسطينيين، مصادرات واعتداءات وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، استهداف أي تعبير سياسي فلسطيني مناوئ للاحتلال، تدمير للنصب التذكارية والجداريات وأي تعبير سيميائي مرتبط بالهوية الفلسطينية، وهدم المنازل.

يوضح الجدول التالي الاقتحامات المتكررة لمحافظات الضفة الغربية خلال كل شهر

 

الشهر/ المحافظة

القدس

رام الله

جنين

طوباس

طولكرم

قلقيلية

نابلس

سلفيت

أريحا

بيت لحم

الخليل

المجموع

أيلول/ سبتمبر 2024

72

201

111

20

114

86

204

71

34

97

179

1189

آب/ أغسطس 2024

48

178

96

21

122

105

209

70

27

81

140

1097

تموز/ يوليو 2024

54

205

87

9

49

69

189

51

36

84

129

962

حزيران/ يونيو 2024

25

131

105

17

54

63

119

28

17

58

106

723

أيار/ مايو 2024 

40

166

110

23

69

108

189

50

18

90

141

1004

نيسان/ أبريل 2024

35

152

140

16

47

96

175

75

25

71

130

962

آذار/ مارس 2024

53

136

128

13

74

111

146

64

29

98

126

978

شباط/ فبراير 2024

36

188

154

21

68

87

209

70

39

95

131

1098

كانون الثاني/ يناير 2024

31

186

103

21

104

62

131

22

56

101

242

1059

كانون أول/ ديسمبر 2023

61

227

201

26

119

121

266

68

38

129

214

1470

تشرين ثاني/ نوفمبر 2023

62

188

203

30

98

81

221

23

49

107

163

1225

تشرين أول/ أكتوبر 2023

57

208

154

36

85

71

234

64

37

141

169

1256

المجموع لكل محافظة

574

2166

1592

253

1003

1060

2292

656

405

1152

1870

13023

 

تعرضت الضفة الغربية خلال الفترة من تشرين أول/ أكتوبر 2023 وحتى أيلول/ سبتمبر 2024 لعدد كبير من عمليات الاقتحام، ويوضح لنا الجدول السابق كيف أن هناك تركز لعمليات الاقتحام لمحافظة نابلس بشكل أكبر من المحافظات الأخرى، وتركز أيضا للاقتحامات في محافظة رام الله، يتلوها محافظة الخليل، وجنين، وبيت لحم، وطولكرم، وقلقيلية، وسلفيت، والقدس، وأريحا، وطوباس.

ويتضح أن هذه الاقتحامات تتركز اتجاه المراكز الأساسية السكنية في الضفة الغربية، فتمثل نابلس مركز تجاري واقتصادي وخدماتي وسكاني لمنطقة شمال لضفة الغربية، وتمثل رام الله مركز تجاري واقتصادي وخدماتي وسكاني لوسط الضفة الغربية وكذلك لشمالها وجنوبها، أما الخليل فهي مركز تجاري واقتصادي وخدماتي وسكاني لجنوب الضفة الغربية، وأن تكرار الاقتحام لهذه المركز الرئيسية الثلاثة في الشمال والوسط والجنوب، يعزز السياسية الإسرائيلية الهادفة إلى ضرب المراكز الرئيسية في الضفة الغربية وشل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسكانية، مما يؤدي إلى إضعاف حالة النمو والتعافي السياسي والاقتصادي لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذا يأتي ضمن سياسة إسرائيلية قديمة جديدة تتمثل في القبضة الحديدية وسياسة جز العشب.

يترافق مع إعاقة حالة التعافي للمراكز الثقل السكاني والاجتماعي والسياسي الفلسطيني في الشمال والوسط والجنوب، عملية تقليم وتأطير مكاني واجتماعي وسكاني في الحواضن المحيطة للمراكز الأساسية، وهذا يبرز في ضرب إمكانية النهوض السياسي والعسكري في شمال الضفة الغربية بالتركيز على ضرب الحواضن السياسية والاجتماعية في طولكرم وجنين ومخيماتها، ويبزر ذلك في الاقتحامات المتكررة للمخيمات والمدن والقرى وتدمير البنى التحتية وما يرافقها من اعتقالات واغتيالات.

كما تسببت الاقتحامات وما يرافقها من حواجز وسياسات انتظار طويلة، وشن عمليات اقتحام سواء من قبل الجيش الإسرائيلي أو القوات الخاصة وقوات المستعربين المتنكرين بزي عربي، من حدوث حالة من الخوف لدى الفلسطينيين، وهذا منع التواصل الجغرافي ما بين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948 مع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967، أي هناك محاولة لضرب هذا التواصل والعلاقة كون مناطق الضفة الغربية تتعرض لاقتحامات متكررة.