بلغت عدد الاعتداءات على أماكن العبادة في الضفة الغربية ما يقارب 364 بعد السابع تشرين أول/ أكتوبر 2023 وحتى أيلول/ سبتمبر 2024، وهذ الاقتحامات تتركز على عدد من أماكن العبادة في الضفة الغربية والقدس، وأكثر تلك الإمكان التي تتعرض لاقتحامات متكررة: كنسية القيامة، المسجد الأقصى، الحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر يوسف في نابلس. كما اقتحمت قوات الاحتلال والمستوطنين المسجد الأقصى 262 مرة، وقد منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 747 مرة وذلك خلال عام الحرب على الشعب الفلسطيني من أكتوبر- 2023 وحتى أكتوبر 2024. كما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على (15) مسجداً في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، وتركز تلك الاعتداءات بشكل أساسي في محافظات طولكرم وجنين وطوباس، وذلك بالتدمير الجزئي أو القصف أو الاقتحام أو العبث بالمحتويات، أو بالسخرية من الشعائر الدينية.
يتضح من الرسم السابق تصاعد الاعتداءات والانتهاكات بحق أماكن العبادة، وشهد شهر تشرين أول/ أكتوبر 2023 تصاعدا كبيرا في عدد الاعتداءات على أماكن العبادة مقارنة بالأشهر السابقة واللاحقة لذلك الشهر. وتمثلت تلك الاعتداءات في عدد من الأشكال منها: تغير الوضع القائم في أماكن العبادة، منع رفع الأذان، الاقتحامات، أداء صلاة من قبل المستوطنين، منع المصلين من الوصل إلى أماكن العبادة، طرد الموظفين من أماكن العبادة، اعتقال الموظفين وإبعادهم عن أماكن العبادة، فرض طوق أمني على مكان العبادة، رفع العلم الإسرائيلي، تحريض بالعنف اتجاه الأماكن الدينية، وغيرها من الانتهاكات والاعتداءات.
كما مارس المستوطنين خلال الاقتحامات السجود الملحمي والذي بدأت ممارسته بتاريخ 13/8/2024، وقد مارس السجود الملحمي لأول مرة عضو الكنيست "موشيه فيجلين"، وقام المستوطنون أيضا بالنفخ بالبوق وارتداء ثياب الصلاة كإجراءات للممارسة الصلاة داخل المسجد الأقصى، وهذا مؤشر على الذهاب بعيدا في مسألة تطبيق التقسيم الزماني والمكاني والذي أصبح تقريبا شبه واقع.
وقد صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي "ايتمار بن غفير" بتاريخ 26/8/2024 عن نيته لبناء كنيس يهودي في "جبل الهيكل" أي في المسجد الأقصى، وتتزامن تلك التصريحات مع عرض مقاطع فيديو تظهر مظاهر احتراق للمسجد الأقصى.
وفي الحرم الابراهيمي في الخليل استكمل الاحتلال مشروعه الاستعماري اتجاه الحرم، من خلال استكمال بناء المسار السياحي والمصعد الكهربائي، ورفع الشمعدان والأعلام الإسرائيلية فيه، إضافة إلى التضيق بشكل متكرر لإغلاق الحرم ومنع رفع الأذان فيه، ومحاولة السيطرة عليه بشكل كامل.
لا تقتصر الاعتداءات فقط على أماكن العبادة وإنما تمتد لتشمل الاعتداء على رجال الدين المسيحيين والإسلاميين، ويتم الاعتداء على رجال الدين من خلال المستوطنين بالهجوم عليهم والبصق والاستهزاء والاعتداء الجسدي.
- المصادر:
- وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
- دائرة شؤون المفاوضات.
- شبكة الجزيرة الإعلامية.
- مؤسسة الدراسات الفلسطينية.