بلغ حجم اعتداءات المستوطنين على الضفة الغربية منذ تشرين أول/ أكتوبر 2023 وحتى أيلول/ سبتمبر 2024 ما يقارب 2332 اعتداء، ويظهر لنا الرسم التالي أن هناك وتيرة شبه ثابتة لحجم وعدد الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون كل شهر ضد الفلسطينيين.
ومنذ بداية العام 2024 وحتى شهر آب / أغسطس 2024 بلغت الاعتداءات 1732، وقد توزعت على النحو التالي:
كانت تلك الاعتداءات متركزة في بعض محافظات الضفة الغربية دون غيرها، وهو كما موضح في الرسم التالي:
تنوعت اعتداءات المستوطنين بعد السابع من أكتوبر اتجاه أهالي الضفة الغربية، وشملت تلك الاعتداءات اعتداءات على الأهالي وعلى منازلهم وحقولهم ومركباتهم، وشهدت اعتداءات المستوطنين تصاعدا كبيراً بعد 7 تشرن أول/ أكتوبر، وأضحى المستوطنون يشكلون خطرا كبيرا على حياة الأهالي، ومارس المستوطنون عنفا مفرطا ضد الفلسطينيين.
تمثل عنف المستوطنين في اعتداءات مباشرة وأحيانا غير مباشرة، ومن أبرز مظاهر العنف: رشق حجارة على المنازل والمركبات، مهاجمة منازل المواطنين، اقتلاع أشجار وتجريف أراضي، الاعتداء بالضرب على الأهالي، دهس، اقتحام التجمعات السكنية، إطلاق النار، تخريب الممتلكات، سرق الممتلكات مثل الأغنام، المنع من الرعي والنفاذ إلى بعض الأراضي الزراعية والرعوية، منع الوصول إلى مصادر المياه من عيون وآبار وغيرها.
يتركز عنف المستوطنين واعتداءاتهم في بعض المحافظات في الضفة الغربية: مثل نابلس والخليل ورام الله. والخطير في عنف المستوطنين أن هناك اعتداءات مسلحة من قبل المستوطنين بعد أن قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير بتسليح المستوطنين بعدد كبير من الأسلحة النارية. كما يتلقى المستوطنون دعما من قبل الجيش الإسرائيلي خلال عملياتهم الإرهابية ضد الفلسطينيين فيشكلون حماية للمستوطنين عند اقتحامهم القرى والبلدات الفلسطينية، من خلال تأمين الحماية لهم وتسهيل اعتداءاتهم على الأهالي، وقد أدت اعتداءات المستوطنين المحمية من قبل الجيش الإسرائيلي لتهجير عدد كبير من الفلسطينيين من أماكن سكنهم ومن تجمعاتهم وخصوصا في المناطق البدوية في الأغوار ومسافر يطا وبعض قرى شرق رام الله.
يعمل المستوطنون ضمن عنف منهجي يتكامل مع الدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وهذا يعني أن ممارسات المستوطنين واعتداءاتهم تشكل بنية من بنيات المشروع الاستيطاني الذي تقوده المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، وهذا يجعل المستوطنين مليشيا عسكرية تقوم بدور عسكري وسياسي وتطهير عرقي وتهجير قسري مساند للدور الذي تقوم به المؤسسة الإسرائيلية الرسمية.
وقد حقق المستوطنون في اعتداءاتهم سياسة أمر واقع بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، من خلال تشييد عدد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، ومن السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، وذلك بمنع الفلسطينيين من الوصول لها والانتفاع منها، كون تلك الأراضي كانت تشكل مناطق زراعية لفلسطينيين تزرع بمحاصيل متنوعة كالزيتون والشعير والقمح واللوزيات والكرمة، وبعض تلك المناطق هي مراعي، يمارس الفلسطينيون فيها حقوق الرعي المتعارف عليها منذ مئات السنين في تلك الأراضي، وأحيانا أخرى يتم السيطرة على الأراضي من خلال تجريفها أو إطلاق النار على كل من يقترب من تلك الأراضي، مما أدى لسيطرة المستوطنات على مئات الالف من الدونمات التي تشكل الامتداد الطبيعي للقرى والبلدات الفلسطينية.
كما كرس المستوطنون ظاهرة الاستيطان الرعوي القائمة، على قيام المستوطنين برعي الأبقار والمواشي في الأراضي والحقول الفلسطينية، وسرقة المواشي والأبقار الفلسطينية أو منعها من الرعي في المناطق التي أصبح المستوطنون يرعون مواشيهم فيها، أي أصبح هناك منافسة صهيونية استيطانية على مساحات الرعي والزراعة الفلسطينية، وقيام المستوطنين بتشييد نقاط رعوية من خيام وبيوت متنقلة للسيطرة على الجبال والأراضي الفلسطينية، لتمزيق التواصل الجغرافي والديمغرافي بين التجمعات الفلسطينية.
- المصادر
- دائرة شؤون المفاوضات
- هيئة مقاومة الجدار والاستيطان
- مصادر صحفية