تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
قصف الضفة الغربية من الجو بعد 7 أكتوبر

تعرضت الضفة الغربية لقصف متصاعد بعد أحداث 7 أكتوبر، وقد بلغ عدد حالات القصف لمواقع متعددة في الضفة الغربية ما يقارب 45 حالة قصف، غالبتيها تركزت في شمال الضفة الغربية وبشكل أكثر تحديدا في المخيمات، وكان القصف من الطائرات المسيرة أو من خلال الطائرات الحربية، وهذه السياسة كانت تنفذها قوات الاحتلال خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000-2005. وقد عادت من جديد لاستخدماها بكثافة من أجل تحقيق أهدافها العسكرية والأمنية والسياسية وغيرها. 

 

 

يلاحظ من الرسم السابق تصاعد حالات القصف لأهداف في الضفة الغربية في آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر من العام 2024، وهذا مؤشر على أن الاستهداف في الضفة الغربية جاء بعد أن أخذت الحرب في قطاع غزة مدى واسع من القصف والدمار والاغتيال والخراب والإبادة الجماعية، وأضحى تنفيذ الاغتيالات والقصف الجوي في الضفة الغربية أشبه بسياسة واضحة لدى القوات الإسرائيلية، إذ أن جزء من عمليات الاغتيال خلال السنوات ما قبل حرب الإبادة ركزت على الاغتيال الميداني بالرصاص أو تفخيخ درجة أو من خلال الطائرات المسيرة، أما بعد حرب الإبادة على الشعب الفلسطينيين فعاد الاحتلال لانتهاج سياسة القصف الجوي بالمسيرات أو بالطائرات الحربية التي تستهدف الشباب الفلسطينيين في الشوارع والاحياء والسيارات والأمكنة الأخرى. ويوضح الرسم التالي أن غالبية عمليات القصف تمت بطائرات مسيرة.

 

تركز جزء من القصف الجوي لأمكنة متعددة في الضفة الغربية، ومنها: جامع الأنصار في مخيم جنين، مركبة في شارع عمان في نابلس، منزلين في مخيم نور شمس في طولكرم، مجموعات من الأهالي، مخبز وتجمع أهالي في مخيم نور شمس، مخيم بلاطة، مدينة جنين، قرية دير بزيع شرق رام الله، قرى ريف طولكرم، مخيم الفارعة، طوباس، وطمون. لكن غالبية مواقع القصف تمركزت في مخيمي نور شمس وطولكرم في محافظة طولكرم، كما هو موضح في الجدول التالي.

 

 

صاحب عمليات القصف من الجو اقتحام قوات إسرائيلية للمخيمات والقرى والمدن الفلسطينية، في إطار عمليات عسكرية استعمارية للتنكيل بالأهالي، وجاء جزء من علميات القصف في إطار عمليات عسكرية لفترات تتراوح ما بين الساعات المعدودة وأحيانا التي تمتد لبضعة أيام، أي أن القصف الجوي ليس وحده الوسيلة العقابية والاستعمارية بحق الفلسطينيين؛ وإنما هي جزء من رزمة أداوت وانتهاكات واستهدافات استعمارية تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية في إطار عملية الإبادة في الضفة الغربية والتي تتكامل مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة.