تقع محافظة جنين شمال الضفة الغربية، مركز المحافظة مدينة جنين، وفيها مخيم اللاجئين الوحيد، مخيم جنين، وتضم المحافظة 85 تجمعا سكنيا.[i] وتعتبر مدينة جنين إحدى مدن المثلث في شمال فلسطين، وتبعد عن القدس مسافة 75 كم إلى الشمال، يحد جنين من الشرق غور الأردن، ومن الغرب سهل مرج بن عامر، وتقع على امتداد الخط الأخضر أي الحدود الاستعمارية لعام 1948.
يعتبر مخيم جنين ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة، أنشئ المخيم عام 1953 وذلك بعد عاصفة ثلجية دمرت المخيم الأصلي، ويمتد المخيم غرب مدينة جنين، ويمتد من جهة الجنوب ويتصل بقرية برقين. وعام 2002 دمرت قوات الاحتلال 400 منزل خلال عملية السور الواقي ضد الضفة الغربية، وشرد أكثر من ربع سكان المخيم.[ii]
وقسمت المحافظة وفق اتفاقيات أوسلو إلى مناطق (أ) تحت السيادة الفلسطينية بنسبة 48.8%، ومناطق (ب) تحت السيادة الإدارية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية بنسبة 17.7%، ومناطق (ج) تحت السيادة الإسرائيلية بنسبة 33.5%.[iii]
أقيم على أراض المحافظة 6 مستعمرات، وأكبر تلك المستوطنات وأخطرها شكيد، حنينانيت، وميفودوتان، وفي المحافظة على الأقل 3 بؤر استطيانية قبل 7 أكتوبر، و5 حواجز عسكرية ثابت، ويبغ طول جدار الفصل العنصري 69 كم، و85 كم شبكة الطرق الالتفافية.[iv]
في عام 2005 تم إخلاء أربعة مستوطنات من محافظة جنين، وهي: مستوطنة جنيم المقامة على أراضي جنين ودير أبو ضعيف، مستوطنة سانور المقامة على أراضي الفندوقمية وعجة وسيلة الظهر، مستوطنية كديم المقامة على أراضي جنين وقباطية وعقابا، مستوطنة ناحل جينان المقامة على أراضي وادي برقين، برقين وكفردان وجنين. وفي المحافظة أربع بؤر استيطانية وهي: معوز زفيه، شمال ريحان، شمال حرميش، شمال ميفو دوتان.[v]
اعتداءات المستوطنين والاستيطان
صاعد المستوطنون من عملياتهم العدوانية على الفلسطينيين في محافظة جنين، فقد قام المستوطنون بعدوان شبه يومي على الفلسطيني وبيوتهم ومنازلهم وحقولهم في محافظة جنين، فتمثل عدوان المستوطنين في إحراق المنازل، ومهاجمة قاطفي الزيتون، والاعتداء على المركبات، والاعتداء على الحقول والأشجار والمنازل والغرف الزراعية. كرر المستوطنون عودتهم إلى البؤر الاستيطانية التي تم اخلائها عام 2005 من طرف واحد، وهذا شكل تهيدا لأهالي محافظة جنين.
اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية
تصاعدت موجة الاعتداءات على طولكرم في أيار/ مايو 2023 بعد استشهاد حمزة خريوش وسامر الشافعي، وترك الشهيدين ينزفوا حتى الموت. وفي يناير/ كانون الثاني 2024 اقتحم الاحتلال مدينة طولكرم من كل محاورها بعشرات الاليات العسكرية وحاصر مخيم طولكرم، وفي تموز/ يونيو 2024 شن الاحتلال عملية عسكرية استمرت 16 ساعة، أدت هذه الحملة العسكرية الى دمار كبير في المخيم واستشهد 5 من أهالي المخيم، منهم سيدتان، وتعرض مخيم طولكرم ونور شمس لعملية عسكرية وقصف جوي في سبتمبر/ أيلول 2024 وحاصر المخيمين ودشن عدوانا وقصف عنيف على المنازل والأهالي مما أدى إلى تجريف عدد من المنازل وتهديميها بشكل كلي أو جزئي.[1]
كما شن الاحتلال عدواناً على مخيم جنين بتاريخ 30 تشرين اول/ أكتوبر 2023، واقتحم المخيم أكثر من 100 آلية عسكرية وجرافتان عسكريتان، وحاصرت الآليات العسكرية مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، تحت غطاء مكثف لطائرات الاستطلاع، وهدمت الجرافات جزءاً من الجدار الخارجي لمستشفى الشهيد خليل سليمان، واقتحمت ساحته الخارجية. وخلال الاقتحام، قامت القوات بتجريف شوارع المدينة وبنيتها التحتية، وخصوصاً تلك المؤدية إلى المخيم، ودمرت الجرافات مستديرة الشهداء والنصب التذكاري "الحصان" المكون من مخلفات معركة المخيم في الانتفاضة الثانية، فاستشهد 4 من شباب المخيم، وأصيب العشرات جرّاء الهجوم على الإنسان والمبنى، وصولاً إلى الرمز التاريخي.[2]
وفي مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر شن الاحتلال عدواناً على مدينة جنين ومخيمها، وقد شمل العدوان قصفاً بالطائرات المسيرة، وتدمير البنية التحتية، وقطع التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء من المدينة، وتشويش الاتصالات والإنترنت. واقتحمت قوة خاصة إسرائيلية مخيم جنين، وساندتها لاحقاً قوات من الجيش، واغتالت شابين فلسطينيين، وأُصيب عدد آخر من شبان المخيم، كما أطلق الجيش الرصاص على مستشفى ابن سينا ومحيطه، وهدم دوار الشهيدين الأحمدين في شارع جنين - يافا، ونصباً تذكارياً للشهيد يزن أبو طبيخ، ناهيك بجرف الطرقات والبنية التحتية، واستخدام الطائرات المسيّرة لقصف المخيم، وقصفِ منزل داخل. وفي يوم 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 قامت القوات، التي قُدرت بنحو 70 آلية ومركبة عسكرية، باقتحام المدينة من محاور متعددة، وساندتها طائرة مروحية وطائرة استطلاع، وانتشر القناصون على أسطح المنازل، ودخلت وحدات من المستعربين المنطقة، وداهم الجيش عدداً من المنازل، ودمرت الجرافات عدداً من الشوارع. وفي إثر ذلك، ارتقى 11 فلسطينياً، واستمر الاجتياح أكثر من 20 ساعة، نتج منه احتجاز 3500 من طلبة المدارس و500 من رياض الأطفال في مخيم جنين.[3]
التجمعات المستهدفة في المحافظة
مخيم جنين
ارتكب الاحتلال عدد من الجرائم وعمليات الاغتيال البشعة بحق مخيم جنين بعد السابع من أكتوبر، ونفذت قوات الاحتلال عدد من العمليات العسكرية التي استمرت لساعات مطولة بهدف الاعتقال والاغتيال والتدمير للبنية التحتية للمخيم، وهذه الحملة العدوانية على مخيم جنين بهدف جعل المخيم مكان غير قابل للعيش وبيئة طاردة لأهالي المخيم، من اجل ترك المخيم والخروج منه إلى أمكنة أخرى.
ومن امثلة العدوان على مخيم جنين، هدمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في مخيم جنين، وهي منازل: زكريا زبيدي، وسعيد الطحان، وعمر الفايد.[4] وخلال عمليات الاقتحام للمخيم تقوم قوات الاحتلال والياته العسكرية بتدمير البنية التحتية، وتجريف المركبات، وتقوم بعمليات اطلاق نار وغاز سام، كما تعمل قوات الاحتلال على قطع التيار الكهربائي عن المخيم، وتقوم بتحويل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية،[5] وفي غالبية العمليات العسكرية التي تستهدف المخيم يرتقي عدد من الشهداء والجرحى، ويرتكب الاحتلال مجازر واعتداءات واسعة بحق أهالي المخيم.
الشهداء
ارتقى منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023 في محافظة جنين، 218 شهيد وذلك مع نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2024،[6] وتعتبر محافظة جنين من المحافظات التي يرتفع فيها عدد الشهداء؛ وذلك بسبب عمليات الاقتحام والاغتيال والعمليات العسكرية التي استهدفت المحافظة.
أبرز الأحداث والاعتداءات على المحافظة
