تقع محافظة القدس في الجزء الأوسط من الضفة الغربية، والقدس جغرافيا تقع في وسط فلسطين، وتعتبر محافظة القدس من المحافظات الكبيرة من الناحية السكانية والجغرافية، وتحتوي المحافظة على مدينة القدس التي تتمتع بأهمية ومكانية تاريخية ودينية كبيرة كونها تحوي معالم تاريخية هامة مثل البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومعالم أخرى، وقد اكتسبت القدس أهمية ومكانة وحضور إبان الحكم العثماني عندما أعلي من مكانتها وحولت إلى متصرفية تتبع إلى الباب العالي في إسطنبول.
احتلت مدينة لقدس وجزء من قرى غرب القدس عام 1948 مثل قرى المالحة والقبو ودير ياسين وعين كارم وسطاف وغيرها، واحتل الشطر الشرق من مدينة القدس وقرى وريف شرق القدس عام 1967 بعدما كانت تحت الحكم الأردني. وتخضع أجزاء من محافظة القدس للحكم الإسرائيلي المباشر وخصوصا (منطقة J1)، وبعضها الآخر يخضع لحكم إسرائيلي غير مباشر (منطقةJ2 ).
ويعتمد الإحصاء الفلسطيني تقسيم محافظة القدس إلى قسمين نظر للواقع الجغرافي والسياسي ولأغراض إحصائية، تم تقسيم محافظة القدس إلى جزئين:
- "القدس (منطقة J1): تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس والذي ضمه الاحتلال الاسرائيلي اليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967. وتضم منطقةJ1 تجمعات (كَفْر عَقَب، بِيت حَنِينا، مُخَيَّمْ شُعْفَاط، شُعْفَاط، العِيسَوِيَّة، شَيْخ جَرَّاح، وادي الجَوْز، بابْ السَاهِرَة، الصُوَّانَة، الطُورْ (جَبَل الزَيْتُون)، القُدْس (بِيت المَقْدِس)، الشَيَّاح، راس العَامُود، سِلْوان، الثَوْرِي، جَبَلْ المُكَبِّر، السَواحِرَة الغَرْبِيَّة، بِيت صَفَافا، شَرَفَات، صُورْ بَاهِر، أمُّ طُوبا)."[1]
- "القدس (منطقةJ2 ): وتضم تجمعات (رَافَات، مِخْمَاس، مُخَيَّمْ قَلَنْدِيَا، قَلَنْدِيَا، بِيت دُقُّو، جَبَعْ، الجُدَيْرَة، الرَام وضَاحِيَة البَريد، بِيت عَنَان، الجِيْب، بِير نَبَالا، بِيت إجْزَا، القُبَيْبَة، خَرائِب أمُّ اللَحْمْ، بِدُّو، النَبِي صَمُوئيل، حِزْما، بِيت حَنِينَا البَلَد، قَطَنَّة، بِيت سُورِيك، بِيت إكْسَا، عَناتَا، الكَعابِنَة (تَجَمُّع بَدَوي)، الزْعَيِّمْ، العِيْزَرِيَّة، ابو دِيس، عرب الجَهَالين (سلامات)، السَواحِرَة الشَرْقِيَّة، الشَيْخ سَعْد)".[2] وهذه التجمعات هي خارج جدار الضم والفصل العنصري الإسرائيلي أي أنها شبه متصلة جغرافيا مع المدن والتجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، مع الانتباه لوجود حواجز وبوابات وسدات تحول دون التواصل الطبيعي مع تلك التجمعات.
أي أن محافظة القدس، هناك جزء منها محتل في العام 1948 وهو جزء من الأراضي التي تعرفها إسرائيل كمناطق إسرائيلية يطبق فيها القانون الإسرائيلي، أما الأراضي المحتلة عام 1967 فهي تصنف الى العديد من التصنيفات التي تهدف الى تفتيت المحافظة ديمغرافيا وجغرافيا، فهناك قرى مقدسية خارج الجدار أي يحمل أهلها هوية السلطة الفلسطينية، مقال قرى داخل الجدار يحمل أهلها هوية زرقاء تعبر عن صفة مقيم في القدس.
حاول الاحتلال السيطرة على القدس من خلال عدد من الاستراتيجيات، التمدد والسيطرة داخل البلدة القديمة، عمل طوق على القدس من خلال الاستيطان في منطقة شرقي القدس وبناء مستوطنات مثل راموت، هار حوما، بسغات زئيف، عطروت، جيلو، السير في مخطط القدس الكبرى ببناء كتلة استيطانية وبشرة في كتلة جفعات زئيف، وكتلة أدوميم، كتلة عتصيون؛ وبذلك تطبق إسرائيل الخناق على القدس وتعزلها عن الضفة الغربية وباقي الأراضي الفلسطينية؛ وخلق أغلبية صهيونية في القدس، ووجود ممر أمن ما بين المناطق الساحلية وغور الأردن.[3]
يقع مخيم قلنديا شمال مدينة القدس، وهو أحد مخيماتها، وسمي بذلك نسبة للأرض التي أقيم عليها وقربه من قرية قلنديا، وقد أسس المخيم عام 1949، ويعود أهالي المخيم لقرى مهجرة عام 1948 ومنها: علار، لفتا، اشوع، خربة اللوز، عرتوف، صرعة وغيرها. وقد بنت سلطات الاحتلال مستوطنة كوكب يعقوب بالقرب من المخيم، وبنت حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل ما بين الضفة والقدس.[4] بينما يقع مخيم شعفاط على مسافة تقارب 4 كم هوائي شمال مركز مدينة القدس، وقد أنشئ المخيم عام 1964 ويعود أصل أهالي المخيم الى أكثر من 56 قرية تم تهجيرها عام 1948، يعتبر مخيم شعفاط المخيم الوحيد الذي يقع ضمن حدود بلدية القدس، ويحمل جزء كبير من أهالي المخيم الهوية المقدسية (الهوية الزرقاء)، وقد جاء تأسيس المخيم بعد سنوات من تشييد المخيمات الفلسطينية كبديل عن مخيم ماسكار الذي أقيم في البلدة القديمة في القدس، ورحل سكانه الى مخيم شعفاط شمال القدس، ويعاني المخيم من إجراءات الاحتلال العسكرية وقد حوصر بالجدار وحاجز عسكري ويعاني من اعتداءات إسرائيلية متكررة.[5]
[2] المصدر السابق.
[4] معهد الأبحاث التطبيقة- أريج. دليل مخيم قلنديا.
[5] معهد الأبحاث التطبيقية- أريج. دليل مخيم شعفاط.