تحولت القدس إلى الرمز الأكثر مركزية في الصراع على مستقبل فلسطين، وكلا طرفي الصراع ساهم في ذلك. فالجانب الإسرائيلي أعلن "وحدة المدينة"، منذ حزيران/يونيو 1967، كما ألحق ذلك في تموز/يوليو 1980 بقانون أساس، له صفة دستورية ينص على أن "القدس الموحدة والكاملة عاصمة لدولة إسرائيل"، ناقلاً إليها أهم المؤسسات التشريعية والإدارية والقانونية، وطالباً من العالم نقل السفارات من تل أبيب إلى القدس، اعترافاً بها كعاصمة لدولة إسرائيل، ومصادراً الأغلبية العظمى من أراضيها (نحو 87%)، ومشيداً عدداً كبيراً من المستعمرات على أراضيها.
لم يبدأ تقييد الحركة وانتشار الحواجز في الضفة الغربية مع لحظة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ذلك بأن إقامة الحواجز وإجراءات العزل وتقطيع أوصال الضفة تم التأسيس لها منذ عقود طويلة، بدءاً بمخطط يغآل ألون سنة 1967، وخطة أريئيل شارون سنة 1977 للاستيطان في الجبال وغيرها.
تتجه كل الأنظار إلى حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يرافقها من مجازر ودمار هائل وحصار وانعدام الخدمات الصحية والغذائية الأساسية، غير أن الأضرار الأطول أجلاً، والناجمة عن هذه الحرب، والتي ستخلف آثاراً اقتصادية واجتماعية ونفسية سلبية وعميقة، لم يسلَّط الضوء عليها بعد، ولم تستحوذ إلاّ على قليل من اهتمامات الإعلاميين والسياسيين والباحثين في المؤسسات الأكاديمية والبحثية، على الرغم من أن هذه الآثار خطِرة وواسعة النطاق، وستطال معظم فئات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ويُتوقَّع أن تدوم لفترات زمنية طويلة بعد انتهاء الحرب.
1. مقدمة
شهدت الضفة الغربية في الأعوام الثلاثة السابقة تصعيداً ملموساً في الاحتجاج والمقاومة في مواجهة عمليات الاستيطان والضم والتهويد التي تمارسها قوات الاحتلال ومنظمات الاستيطان الفاشية. وخلافاً لكل مساعي تبريد الصراع وتهميش القضية الفلسطينية سجل الصراع الفلسطيني احتداماً سياسياً وأمنياً.
بعد اتهام إسرائيل 12 موظفاً في الأونروا (UNRWA) بالمشاركة في عملية "حماس" صباح يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلن أكثر من 20 دولة تعليق المساعدات للوكالة، وردّت الأونروا على هذه الاتهامات بفصل 9 من الموظفين المتهمين، وفتح تحقيق في الأمر،[1] على الرغم من أن هذا الإجراء يخالف سياستها الداخلية[2] من الناحية العملية.
منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967 وعين الكيان الصهيوني على الأغوار، فبعد انتهاء العمليات العسكرية مباشرة عُرضت خطة ألون في جلسة الحكومة العادية بتاريخ 14/6/1967[1] التي تدعو في أجزاء منها إلى ضم الأغوار الفلسطينية، وذلك ضمن ترتيبات مرحلة ما بعد الحرب، حيث تعدُّ الأغوار الفلسطينية هدفاً استراتيجياً للكيان الصهيوني.
Pagination
- First page
- Previous page
- …
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
عن المنصّة
تقدّم منصة توثيق استهداف الضفة الغربية بعد 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023؛ معلومات دقيقة ومفصّلة بشأن العدوان على الضفة الغربية والقدس وتداعياته. وتحتوي المنصة على قاعدة بيانات وخرائط تفصيلية توثق وترصد العدوان على الضفة الغربية ومحافظاتها المتعددة بما فيها محافظة القدس. كما تشمل المنصة على بيانات وخرائط تفصيلية ترصد تسارع عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، واتساع دائرة الاستيطان وتصاعد اعتداءات المستوطنين على البدو وعلى القرى والمدن الفلسطينية، وانتشار الحواجز الإسرائيلية، وعزل مناطق الضفة الغربية، بمدنها وقراها، عن بعضها البعض منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر. كما تخصص المنصة قسما توثيقيا يتضمن معلومات أساسية عن شهداء الضفة الغربية والقدس الذين ارتقوا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. إضافة إلى أن المنصة تشكل أرشيف يمكن الاستفادة منه من قبل الباحثين والمؤرخين في المجالات المعرفية المختلفة، كونها توفر معلومات وبيانات وتحليلات محدثة لما يجري في الضفة بما يشمل مدينة القدس. إقرأ المزيد